رؤية موضوعية علمية لتغييب آثار علم الاجتماع في الجامعات العراقية

السلام عليكم ... 1. لا زالت العقلية التي تتحكم في ادارة وزارة التعليم العالي والجامعات العراقية ذات طابع علمي تطبيقي وليس إنساني لذلك نرى هامشية العلوم الانسانية ومنها علم الاجتماع. 2. المناهج الـتي تـدرس في الجامعات ذات طـابـع غـربي بحـت مـن المناهج والنظريات والعلماء فالصبغة الطاغية على الدراسات الاجتماعية هي الصبغة الغربية بينما البديل هو اظهار تراثنا العلمي القديم مثل الصحيفة السجادية التي كنت اطالب الباحثين بتسليط الضوء عليها والتراث الجديد مثل طروحات د. علي الوردي ود. حاتم الكعبي ود. البياتي وغيرهم من اعلام العراق الاجتماعيين فضلا عن بقية الدول مثل مصر والمغرب وتونس. 3. طغيان الدراسات الكمية على الدراسات النوعية لمعالجة المشاكل، وهذا اشكال اخر على العلوم الانسانية ومنها علم الاجتماع ومشاكل المجتمع لا تحل بالإحصاءات الرياضية مع احترامنـا لـدورها العلمي فالإحصاء يعطيـك ارقـام جامدة ولا يعطي الاسباب الحقيقة لكل ظاهرة وتداعياتها فنحتاج الى دراسات العمق ذات البعد الانثروبولوجي وهي الدراسات النوعية. 4. تداعيات الظروف الموضوعية في الساحة العراقية واهمها : تحكم النظام البائد في الجانب العلمي وتهميش العلوم الانسانية ،باعتبارهـا تحـرك الفكر الانساني وتشعل الانتفاضات والثورات وكذلك اثار الحصار الاقتصادي على مجتمعنا و استمرت التداعيات حتى حصـول تغيير النظام البائـد و لكـن مـع الاسف كانت القيادات الجديدة غير مؤهلة لإدارة المناصب العلمية، فهناك اشكالات بنيوية و هناك اشكالات مجتمعية تحيط بالعلوم الانسانية و منها علم الاجتماع لذلك لا يوجـد لـه دور فاعـل في حل المشكلات و بيان الاسباب و التداعيات الاجتماعية و السياسة مثل الاحتجاجات والاعتصامات وهـو مـا يحتاج دراسات ميدانية فأن وجدت تلك الدراسات فأن عدم الاستفادة منها هو الغالب على توجهات تلك القيادات فهي قيادات أمية لا تستفيد من توصيات تلك الدراسات و ما يرشح من استراتيجيات بعيدة المدى وكان من المفروض ان تكون هناك لجنة او فريق عمل مختص بالإفادة من تلك الدراسات على مستوى الوزارة و استخراج ملخصات و نقاط و تكـون القرارات وفق تلك التوصيات و نتائجها الميدانية الحقيقية . وهناك ظواهر قوية مثل الالحاد والمخدرات والزواج المثلي في العراق وجميع انحاء العالم ما يشير الى توجهات دولية لنشر هذه الظواهر والابعاد و يتم تفعيلها من قبل جهات و منظمات دولية متمولة لها قنوات اعلامية واجـدة خاصة بها وهو ما يحتاج الى رؤى استراتيجية من مختصي. السيوسـولوجيا ولا يترك الحبل على الغرب وترك المسؤولية العلمية التي تحتاج الى نوايا وعمل حقيقي بينما الموجـود هـو كسل ثقافي من عمداء الكليات. وما طرحه بعض الاساتذة من تغييب علم الاجتماع في الجامعات العراقية هو صحيح ومثاله العملي حصل معي حيث مررت بجامعة كركوك لأخذ تنسيب لي بحكم الحاجة الى السكن في المنطقة الشمالية فقال لي رئيس جامعة كركوك: لا يوجد قسم لعلم الاجتماع في الجامعة، بينما هو قسم عريق واعلامه مثل علي الوردي و حاتم الكعبي معروفين. هناك اهتمام في بعض الدول بعلم الاجتماع الحاوي على كل التخصصات ومنها علم الاجتماع الثقافي باعتبارها فروعا له لكن هناك اهتمام بتلك التخصصات وهو ما يعكس دقة ذلك التخصص وليس فرعا تقليديا يدرس كيفما شاء. إ.د.فريدة جاسم/كلية الآداب/جامعة بغداد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.