التأصيل القرآني لدور التربية الاسلامية في مواجهة التحديات التربوية في المجتمع العراقي
بسمه تعالی
التاصيل القراني لدور التربية الاسلامية في مواجهة التحديات التربوية في المجتمع العراقي
لم يشهد تاريخ الشعوب والمجتمعات البشرية تحديات ومنعطفات خطيرة في اطار تحولات وتغيرات اجتماعية واسعة كما شهدها تاريخ المجتمع العراقي الذي سجل نزوعا دينيا واخلاقيا ، مستلهما من اعتصامه بحبل الله تعالى {القرآن والعترة نتيجة تربيته المديدة على ايدي الانبياء والأوصياء والعلماء الصالحين فكان جزءا فاعلا في مسيرة الحضارة الانسانية المعطاء.
وليس غريبا ان تصبح الساحة العراقية محورا للاحداث والمواقف الساخنة والمزلزلة منذ صدر الرسالة الاسلامية وما بعدها، وصولا للتاريخ الحديث والمعاصر نتيجة ارباك الامة وتضليلها عقائديا وتفريقها اجتماعيا وانفتاح ابواب الفتن والحروب الداخلية، بتسليط حكام انتهازيين مصلحيين عليها فكان طبيعيا أن تستهدف القوى المعادية للاسلام هذا الاختلاف العقائدي والتشتت الاجتماعي وتجعله وقودا لاستمرار الفتن والانحرافات والصراعات المذهبية والقومية داخل الامة الاسلامية وابقاء تشرذمها والسيطرة على مقدراتها. وتسلسلت الانحرافات في مسيرة الامة، من عقائدية الى اخلاقية ثم فقهية باطار اسلامي وبمحتوى جاهلي خبيث واستمرت المؤامرات تترى ،ابتداءا من عصور الانحطاط الحضاري للامة بتسليط بني امية واضرابهم، وصولا للانهيار الحضاري للامة بتسلط المستعمر الغربي وامكاناته الفكرية والمادية الهائلة واستبداله مناهج تعليم المسلمين وعموم اساليب حياتهم السياسية والثقافية عبر عملاءه السياسيين والفكريين – بأساليبه ومناهجه العلمانية واهتمامه بوسائل النفل و الاعمار المفيدة، لتحكيم سيطرته وتسهيل إنجاز مشاريعه وواصل رصد منافذ الاختراق الثقافي الممكنة والتسلط السياسي والاداري وتكريس احتلاله العسكري واصبحت مدارسنا وجامعاتنا واغلب مناهج حياتنا تحاكي الاساليب والمناهج الغربية . فكيف تمت مواجهة تلك التحديات ؟
التربية الاسلامية ونقطة امتيازها القرانية عن التربية الحديثة واهمية تجديد ميادينها لمواجهة التحديات التربوية حيث يمتلك المنهج الاسلامي للتربية والتعليم تشخيص الخلل في مناهج التربية الحديثة باعتمادها عدم التكافئ في العلاقة بين المربي والمتربي باطلاق حرية المتربي واغفال اقتدار المربي وتثبيت العلاج الاسلامي في جعل تكافئ العلاقة بين المعلم والمتعلم ومحوريتهما بامتلاك رؤية قرانية هادفة ، تؤمن النمو الحقيقي للانسان عبر التوافق والانسجام بين محورية المعلم والمتعلم تحت مسمى الربوبية والتي تشير الى معنى التربية في (المالكية لامر الانسان
والتدبير لشؤون حياته وعدم الفصل بينهما) ، ذلك الفصل الذي تميز به تاريخيا منهج المشركين والعلمانيين الجاهلي واما الحاجة الى تجديد ميادين التربية الاسلامية قرانيا، فيمكننا حصرها في التحديات الخارجية والداخلية ومن ثم الاشارة الى تعريف التربية الاسلامية كمرحلة اولى والعمل الجاد لتجسيد الرؤية الجديدة في مواقع التربية كمرحلة ثانية وتتمثل التحديات الخارجية في معالجة الرؤية الظلامية التي اظهرتها سياسات الاستكبار العالمي عن الاسلام والتربية الاسلامية على انها دين عنف وحقد وقتل الاسلام فوبيا ) ، يربي ابناءه على عقيدة الارهاب والعنف ، واما في مجال التحديات الداخلية فيمكننا معالجة البناء الفكري المنحرف التاتج عن سؤء فهم المسلمين لدينهم بتأثير تزييف تاريخهم السياسي والثقافي وركونهم الى الظالمين من حكام الظلم والجور من بني امية والعباس ومن جاء بعدهم في مسيرتهم الضالة وعصبيتهم وحميتهم الجاهلية وترك اعتصامهم بالقرآن والعترة.
باسم الحسني
مدير المركز الفاطمي للدراسات والتنمية البشرية