دور الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في الطلاق
دور الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في الطلاق
ا م د جهاد كاظم
1-المراة ووسائل الاعلام و التواصل الاجتماعي:
تغيرت صورة المرأة تدريجياً من ربة المنزل البسيطة الى امرأة اكثر استقلالية مع زيادة وسائل الاتصال سواء في الاعلام الخاص او على شبكات التواصل الاجتماعي وخاصةً بعد ان شهد العالم ثورة هائلة في تكنلوجيا المعلومات والاتصالات و التي ساهمت في سرعة الحصول على المعلومات ونشرها بين المشتركين في عملية التواصل الاجتماعي عبروسائلها المتعددة. فضلا عمَّا احدثته تكنولوجيا الاتصال ووسائل التواصل الاجتماعي من تغيرات نوعية في العديد من اوجه الحياة لدرجة مهدت الطريق للانتقال من المجتمع الصناعي الى مجتمع المعلومات و اثر ذلك على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على المجتمع المعاصر كماً ونوعا.
ويقع في قلب هذا التحول الارادة السياسية لدول العالم المختلفة التي تؤمن بعملية التحول والتغير الديمقراطي الذي يعطي للمراة دورا كبيرا في التعبير عن رأيها والمساهمة ببناء المجتمع، و من المتوقع ان تشهد السنوات المقبلة وخصوصا في الدول التي تمر بتجربة جديدة في استعمال وسائل الاتصال الحديثة عبر تكنلوجيا الاتصال اهتماماً لتبني سياسات تطوير البنى التحتية للمعلومات بما في ذلك صياغة الاطر القانونية المشجعة لاستيعاب التطور الحاصل في وسائل الاتصال الحديثة .
وقد اتاحت هذه الوسائل فرصة توفر معلومات وبيانات حديثة للجماهير وكذلك سرعة اعداد النشرات والرسائل الاخبارية وتبادل المعلومات ، مما كان لها تاثير كبير على طبيعة حياة المراة بشكل عام والمراة العراقية بشكل خاص.
فقد مكنت وسائل التواصل الاجتماعي المراة من كسر قيود كثيرة كانت مفروضة عليها من قبل النظام الاجتماعي السائد الذي يتسم بتقاليد وقيم جعلتها معزولة عن ممارسة دورها في التعبير عن رأيها بحرية في شؤون الحياة وانهاء عزلتها الاجتماعية بشكل كامل عبر وسائل الفيس بوك ،التويتر ،الفايبر والواتس اب وغيرها من هذه الوسائل التي غيرت انماط حياة المراة في التعامل مع الواقع الجديد من عالم المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهنا تكمن قوة الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في كونه يتيح فرصة حقيقية للمرأة للتعبير عن قضاياها و الحشد من اجل التعاطي معها و تحديد اولويات القضايا التي تناقشها وبذلك اصبح اداة هامة في كافة اشكال الحياة اذ لم يتوقف تأثيره فقط عند العوامل التجارية و السياسية و الاقتصادية و لكن امتد الى عوامل اخرى كالعادات الاجتماعية و الثقافية و جعل المرأة تتخطى الحواجز والمعوقات التقليدية و تتواصل مع اشخاص بعيدين جغرافياً
و التواصل و تبادل المعلومات و الخبرات مما يولد حاله من الثقة و الارتياح لدى المرأة لوجود اصدقاء قريبين يثقن بهم و لتمكنهم من الاطمئنان على اخبار الاقارب و الاصدقاء مما يخفف التوتر و الاجهاد عند المرأة الا ان قضاء اوقات طويلة على الفيس بوك او وسائل التواصل الاجتماعي عموماً قد ترتبط بمشاعر سلبية و حالة من العزلة الاجتماعية و قطع الصلات بين افراد الاسرة مما يسبب مشاكل اجتماعية
وهنا يكمن دور المرأة و وعيها و مستوى تحصيلها الدراسي و امكاناتها المعرفية و المهارية و استعدادها النفسي و الثقافي و الديني لتتمكن من التمييز بين الايجابي و السلبي في مواقع التواصل الاجتماعي و كيف يمكنها ان توظف تلك المواقع توظيفاً ممنهجاً يوفر لها و للاسرة قاعدة معلومات و معارف تجعل الاسرة مواكبة للجديد و المفيد من دون التشتت في مجالات متضاربة و توجهات منحرفة
